بعد تهديدات بوتين ورد أردوغان بدأت الحرب الاقتصادية هل ستبدأ الحرب الباردة ؟!

منذ : 4:51 ص

شبكة إمارات نيوز _ الإعلامية عبير مراد

فقد أكد "أحمد كارول "الخبير في الشأن التركي في حديث خاص لدنيا الوطن "ان الحرب العسكرية مستبعدة بين الطرفين لان روسيا تدرك ان تركيا كدولة ليست ضعيفة بالمطلق فهي تعيش مشاكل كثيرة وكبيرة في سوريا ،مشيرا أن الحرب  التي قد تندلع هي الحرب الاقتصادية وروسيا لا تريد أي تفاهمات جدية مع تركيا .

وتابع "العلاقات الروسية دخلت منحى ليس بجيد فهي في علاقة بيع وشراء واذا اضطرت لدخول الحرب فان تركيا ستخوض حربا اقتصادية من طرف الشراء .

واستبعد كارول حدوث حرب عسكرية واصفا ما يحدث بالحرب النفسية ،مشيرا أن هذه المرحلة ليست للحروب مع الأخذ بعين الاعتبار أن روسيا ترى في نفسها دولة قوية وقد تضطر الى ضرب تركيا في المجال الجوي لكنها مشغولة بالقتال المستمر في سوريا مع داعش الذي على نحو متأخر سار الأمر يتجه نحو قتل الأبرياء الذين يطلبون من تركيا المساعدات ويلجؤون لها .

أما الجانب الاقتصادي الذي قد تضرر جراؤه تركيا فقال كارول "موضوع اتفاقية الغاز قد يجر الضرر لتركيا وروسيا الا ان تركيا ستحاول ايجاد البدائل الاقتصادية لهذا الأمر .

وأشار "تتلخص المشكلة في ان تركيا ضربت المجال الجوي لروسيا لذلك هي تحارب بهذا الشكل ولكن نستطيع القول ان هذه الحرب اقتصادية نفسية لا دارك الروس أن هذه الحرب تُجدي اكثر من الضربات العسكرية، منوها "رئيس الجمهورية التركية قام مباشرة بتوجيه خطاب بعد خطاب بوتين وحمل رسالة شديدة اللهجة أيضا وحذر من ضرب تركيا .

وختم كارول حديثه "تركيا مصرة على موقفها من السوريين وكذلك من روسيا وكل ما يحدث من مشادات كلامية وخطاب لا ترد عليه تركيا الا بالقول أنها ليست دولة ضعيفة مطلقا وهي ستتخذ مع مجموعة من الدول المجاورة لها حلفا واحدا .

بينما قالت اغادير بركات "المختصة في العلاقات الدولية " ان حالة الحرب هي حالة استثنائية لن تقدم عليها روسيا حاليا لكن المقاطعة الاقتصادية ودعوة الدول المساندة للاتحاد السوفييتي لمقاطعة تركيا اقتصاديا سيكون هو الرد المبدئي على تركيا .

وتابعت لدنيا الوطن "ما يترتب على الحرب الاقتصادية التركية الروسية هو تأثر تركيا بشكل كبير واقتصادها وسيؤدي الى ركود اقتصادي كبير في تركيا بينما وضع الاقتصاد الروسي فهو لا يعتمد بشكل كبير على الصادرات التركية وبالتالي لن يتأثر كثيرا منوهة أن الركود في الاقتصاد التركي بعد خطاب بوتين سيؤدي الى انخفاض الليرة والعملة التركية .

وواصلت حديثها "الحرب النفسية الباردة بين البلدين هي الشغل الشاغل لروسيا حاليا وكل المعطيات تدلل على وجود خلل والحروب العسكرية الكبيرة تحتاج لموافقة دولية عليها ومجلس الامن ليوافق أيضا عليها ، بالإضافة الى أن بوتين اذا ما دخل الحرب مع تركيا فهو لن يخرج بنتائج ايجابية ،وايجابيات الحرب الاقتصادية أفضل بكثير من العسكرية .

واشارت "يجب موافقة دول أعضاء مجلس الأمن على الحرب وكذلك أمريكا وهؤلاء لن يسمحوا بإقدام روسيا على الحرب الا أن الاخيرة قد تتخذ خطوة بضرب بعض المناطق التركية فقط  في ظل الأزمة الاقليمية الموجودة روسيا ايران تركيا سوريا فالحرب العسكرية ضعيفة حاليا .

وتوقعت "تركيا يوجد بها كم لا بأس به من المجتمع التركي المتأصل والمستثمر في روسيا وبالتالي  روسيا داعمة لتركيا اقتصادية وكذلك التقارب الجغرافي بين البلدين بالإضافة الى أن تركيا تملك مشكلة الاكراد فهي ليست معنية أيضا بدخولها الحرب مع روسيا وهي ستبذل كل مساعيها الدبلوماسية من اجل تفادي الخوض في حرب .

وختمت بركات ""أن تسعى تركيا بوسائط دبلوماسية لإنهاء الخلاف الحاصل فأردوغان يسعى لمقابلة بوتين في مؤتمر البيئة وهذا يدخل في اطار حماية أردوغان لاقتصاده وبلاده وليست من مصلحة تركيا ان تدخل الحرب لأن روسيا قوة عسكرية ضخمة لا يُستهان بها مؤكدة ان كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وخاصة اتفاقية المحطة النووية المقرر انشاؤها في تركيا ستتجمد بالإضافة الى اتفاقيات الغاز الطبيعي .

يُشار أن تصريحات رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، أدت الى  هبوط الليرة التركية، حيث أشات مصادر إلى أن الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الرسمية، فروسيا ثاني أكبر شريك تجارى لتركيا بعد بلدان الاتحاد الأوروبي، ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن ثلاثين مليار دولار سنويا غير شاملة قطاع الخدمات

وان حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا وفق آخر الإحصاءات نحو 33 مليار دولار، حيث تصل الصادرات الروسية إلى نحو 80% من هذه القيمة، وهو ما قد يعود بالضرر الأكبر على روسيا عند تأثر العلاقات التجارية في ظل حالة العزلة التي تعانى منها بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها.